البرد يعتبر من العوامل الفيزيائية التي تؤثر على الجلد حيث يبرد الدم في جلد الإنسان ومرور الدم البارد في مركز الحركة الوعائية ينبه المنعكس المضيق للأوعية والتضيق الوعائي الناجم عن البرد بدوره يؤدي لنقص الأ***جين في الأنسجة وشدة التعرض للبرد وطول مدته قد يحدث تشكلات جليدية بلورية فتصاب الأنسجة بالنخر أي التموت .
وتصادف الإصابات الجلدية الناجمة عن البرد في الحياة العسكرية والعمل الشاق في العراء والكوارث أكثر مما تصادف في الحياة المدنية .
وتختلف الأمراض الناتجة عن البرد باختلاف درجة الحرارة ومدة التعرض له وباختلاف الاستعداد الشخصي له كوجود خلل في الدوران المحيطي عند بعض الأشخاص عندما يتعرضون للبرد وكذلك تختلف الأمراض باختلاف عمر المصاب فهناك عضة الصقيع أو الانجماد والقدم الغاطسة وشري البرد وفرفرية البرد والتهاب السبلة الشحمية وغلوبولينيمية القر والشرث .
ويعتبر الشرث أكثر أمراض البرد شيوعاً ولكنه أخف أشكال إصابات البرد أذية ومرادفاته الأجنبية ( (Chilblain, Perniones أما مرادفاته العامية فهي ( تأطمز أو حمطلز) وفي المعجم شَرِثَت يده أو رجله شَرَثاً غلظ ظاهرها وتشقق من البرد وغيره.
وصفه:
حمامى وتورم التهابي عقيدي يكون غالباً واضح الحدود في الأصابع الزرقاء المحمرة الوذمية إلا أنه قد يكون أحياناً منتشراً وغير واضح الحدود وتصبح الأصابع حين التدفئة مؤلمة بشدة كما أنها تصبح حمراء لامعة ويصيب بشكل رئيسي ظهر الأصابع والأباخس.
حدوثه:
يحدث الشرث في الأشخاص المصابين باضطراب في الدوران المحيطي كازرقاق النهايات عندما يتعرضون للبرد ولو لمدة ضئيلة ويصيب بشكل رئيسي الأيدي والاقدام والآذان والوجوه وخاصة عند الأطفال والشبان وتعتبر النساء أكثر إصابة به من الرجال , وغالباً ما تحدث الإصابة به في فصلي الربيع والخريف عند الإقامة في مناخ بارد ورطب أو العمل في الهواء الطلق في ساعات الصباح الباردة والباكرة ويبدأ غالباً عندما تنخفض درجة الحرارة عن درجة حرارة الغرفة النظامية وهي 20_23 درجة مئوية للشخص المرتدي لباساً مريحاً.
أعراضه وعلاماته:
قد لايعير المصاب بالاً لهذه الإصابة في بدئها ولكنه يضج بالشكوى فيما بعد بسبب الإحمرار وما يرافقه من حكة وإحساس بالحرق.
تبدو الأماكن المصابة باردة رطبة وحمراء مزرقة ومفرطة التعرق أحياناً ويتكرر حدوث الشرث في الطقس البارد ويتلاشى في الطقس الحار .
الوقاية والعلاج:
وأهم التدابير العلاجية له هي التدابير الوقائية من البرد والرطوبة بالإضافة للتمارين التي تنشط الدوران الدموي فينصح بملابس جافة دافئة واقية وعازلة كالأحذية الواقية المبطنة بالفراء والجرابات القطنية وفوقها الصوفية والسراويل الداخلية الطويلة والقفازات العريضة وتدفئة السرير في الشتاء ومنع التدخين .
ينصح بغسل النهايات جيداً بالماء الدافئ ثم التجفيف الجيد ويجرى لها تمسيد لطيف بزيت الزيتون الدافئ قبل لبس الألبسة الواقية المذكورة أعلاه , كما يطبق بحذر المغاطس متغايرة الحرارة للتدريب الوعائي وهو أن توضع الأطراف في مغطس دافئ مدة دقيقتين ثم تنقل لمغطس بارد بنفس المدة وتكرر العملية عدة مرات لتنشيط الدوران الدموي وزيادة تعود الجسم على البرودة.
أما إذا كانت الإصابات شديدة والأعراض مزعجة فلا بد من اللجوء لأخصائي الجلدية للمساعدة الدوائية بإعطاء موسعات الأوعية أو الستيروئيدات القشرية العامة أو الموضعية وفي الحالات المتقرحة يوصى بعلاج مرمم بالإضافة إلى المطهرات الموضعية في حال الإلتهاب الثانوي.