قصيدة اليوم
التلاميذ يعتصمون في بيت الخليل بن أحمد الفراهيدي
أخرج نحو البحر
أرتكب الخيانة العظمي التي
يقال عنها: الشعر
أنتزع الأشكال من أشكالها
أزعزع الأشياء من مكانها
أزرع سكيني بصدر العصر..
أمارس العشق على طريقتي
في الجهر، لا في السر
أفعله تحت المطر
أفعله تحت الشجر
أفعله على حجر..
مخترقاً كل الخطوط الحمر..
أرتكب الشعر .. ولا يهمني
إن قيل هذا بدعةٌ
أو قيل هذا كفر
فلا أريد العفو من خليفةٍ
أو من طويل العمر
ولست أنوي..
حذف بيتٍ واحدٍ كتبته
إن جاء يوم الحشر..
*
أرتكب القصيدة الكثيرة الخطايا
أرتكب القصيدة العظيمة الذنوب
أودع النص الذي يخترع الدروب..
وأكره الشمس التي تطلع في موعدها
وأعشق الشمس التي تطلع دون موعدٍ
من شفة المحبوب..
*
أقلد الشعر الذي يكتبه الأطفال
وأرسم القصيدة – الأرنب، والقصيدة – الغزال
وأرسم القصيدة – النحلة،
والقصيدة – البطة،
والقصيدة – الطاووس،
والقصيدة السنجاب،
والقصيدة الزرقاء كالهلال
وأرسم القصيدة – الإعصار،
والقصيدة – الزلزال،
أحول الأرض إلى فراشةٍ جميلةٍ
أحول الدنيا إلى سؤال...
*
أرتكب القصيدة المغامره
واللغة المغامره
والصور المغامره
ألهث فوق الورق الأبيض كالمجنون
أشرب ضوء القمر الطالع من حدائق العيون
أدخل في رائحة النعناع،
في كثافة السماق،
في تجمع المياه تحت الأرض،
في حرائق العقيق،
في توجع الليمون..
أرتكب الموت على نهدين طائشين
يجهلان، ما هو القانون؟؟
*
أرتكب النبيذ..
والأريكة الخضراء..
والدشداشة المصرية النقوش..
والقرط العراقي الذي
يسرح كالغزال فوق عنقك الطويل ،
والخلخال في الساقين..
والعطر الخرافي الذي يخترق الأعماق كالسكين،
والخصر الذي تحسبه حقيقة
ثم إذا تمسكت به،
يغيب كالظنون..
*
أصرخ تحت المطر الأسود في عينيك..
كالمجنون..
أرحل من مرافئ الشعر الذي كان
إلى مرافئ الشعر الذي يكون